عجبا لأمر الناس الذين لا يودون بعضهم بعضا !
هناك سؤال
أود من جميع الناس أن يسأله لأنفسهم *لماذا لا أود الناس* هل يا طرى هي سنة الحياة
وﻻ على رأى المثل "الدنيا تلاهى " ولا هي عنطظة فارغة وكلام فاضي ليس له
أي معنى , وإذا كان الود كلام فارغ فعليك أن تسأل نفسك *هو ما الذي يكن له معنى في
هذه الحياة* فإذا كنت لا تستطيع ود الناس بالزيارة
فعلى الأقل ودهم بمكالمات هاتفية أو بإرسال رسائل فيها شيء من الود و إن كنت لا تستطيع
نهائي, فعليك أن تعبث رسالة لمن تريد ودهم تشرح فيها ظروفك بأسلوب لائق و متحضر لكي
لا يحدوث سوء فهم ولأن الرسول الكريم قال عن أبي موسى الأشعري t قال: قال رسول الله {المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه}متفق عليه.
هذا حديث عظيم،
فيه الخبر من النبي
عن المؤمنين
أنهم على هذا الوصف، ويتضمن الحث منه على مراعاة هذا الأصل،
وأن يكونوا
إخوانا متراحمين متحابين متعاطفين، يحب كل منهم للآخر ما يحب
لنفسه، ويسعى
في ذلك، وأن عليهم مراعاة المصالح الكلية الجامعة لمصالحهم
كلهم، وأن
يكونوا على هذا الوصف، فإن البنيان المجموع من أساسات وحيطان
محيطة كلية
وحيطان تحيط بالمنازل المختصة، وما تتضمنه من سقوف وأبواب
ومصالح ومنافع،
كل نوع من ذلك لا يقوم بمفرده حتى ينضم بعضها إلى بعض.
كذلك المسلمون
يجب أن يكونوا كذلك، فيراعوا قيام دينهم وشرائعه وما يقوّم
ذلك ويقويه،
ويزيل موانعه وعوارضه.
فالفروض العينية:
يقوم بها كل
مكلف، لا يسع مكلفا قادرا تركها أو الإخلال بها، وفروض
الكفايات:
يجعل في كل فرض منها من يقوم به من المسلمين، بحيث تحصل بهم
الكفاية، ويتم
بهم المقصود المطلوب،
وأمر تعالى
بالتعاون
على البر والتقوى
فالمسلمون قصدهم ومطلوبهم واحد، وهو قيام مصالح دينهم
ودنياهم التي
لا يتم الدين إلا بها، وكل طائفة تسعى في تحقيق مهمتها بحسب
ما يناسبها
ويناسب الوقت والحال. ولا يتم لهم ذلك إلا بعقد المشاورات
والبحث عن
المصالح الكلية، وبأي وسيلة تدرك، وكيفية الطرق إلى سلوكها،
وإعانة كل
طائفة للأخرى في رأيها وقولها وفعلها وفي دفع المعارضات
والمعوقات
عنها، فمنهم طائفة تتعلم، وطائفة تعلم، ومنهم طائفة تخرج إلى
الجهاد بعد
تعلمها لفنون الحرب، ومنهم طائفة ترابط، وتحافظ على الثغور
ومسالك الأعداء،
ومنهم طائفة تشتغل بالصناعات المخرجة للأسلحة المناسبة
لكل زمان بحسبه،
ومنهم طائفة تشتغل بالحراثة والزراعة والتجارة والمكاسب
المتنوعة،
والسعي في الأسباب الاقتصادية، ومنهم طائفة تشتغل بدرس السياسة
وأمور الحرب
والسلم، وما ينبغي عمله مع الأعداء مما يعود إلى مصلحة
الإسلام والمسلمين،
وترجيح أعلى المصالح على أدناها، ودفع أعلى المضار
بالنزول إلى
أدناها، والموازنة بين الأمور، ومعرفة حقيقة المصالح والمضار
ومراتبها.
وبالجملة،
يسعون
كلهم لتحقيق
مصالح دينهم ودنياهم، متساعدين متساندين، يرون الغاية واحدة،
وإن تباينت
الطرق، والمقصود واحدا، وإن تعددت الوسائل إليه.
فما أنفع العمل
بهذا
الحديث العظيم
الذي أرشد فيه هذا النبي الكريم أمته إلى أن يكونوا
كالبنيان يشد
بعضه بعضا، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالحمى
والسهر. ولهذا حث الشارع على كل ما يقوي هذا الأمر، وما
يوجب المحبة
بين المؤمنين، وما به يتم التعاون على المنافع، ونهى عن
التفرق والتعادي،
وتشتيت الكلمة في نصوص كثيرة حتى عد هذا أصلا عظيما من
أصول الدين
تجب مراعاته واعتباره وترجيحه على غيره والسعي إليه بكل ممكن.
فنسأل الله
تعالى أن يحقق للمسلمين هذا الأصل ويؤلف بين قلوبهم، ويجعلهم يدا واحدة على من ناوأهم
وعاداهم، إنه كريم.
Comments
Post a Comment