ثقافة اللف والدوران
نرى في ذلك الأيام كثيرا جدا ثقافة
تلقب بثقافة اللف والدوران ،فإذن هيا بينا لنتعرف على ذلك المفهوم بكل سهولة ويسر ،
اللف والدوران هو عندما تتحدث مع شخص بغض النظر عن أسمه أو عمره، تجد في كلامه شيء
من الارتباك و تشويش ، فأنت كالكرة أمامه يرميها ويقذفها في أي مكان طالما أنت ساكت
وتقول كلمة حاضر ، حتي لو قولت كلمة حاضر،
فأنت لازالت لم تكن تعلم هل الكلام صحيح ،أما
خطأ و هل الكلام جارى التنفيذ ولا هو مجرد كلام وفقط ،فالشفافية والصراحة أحسن مليون مرة من اللف والدوران. هيا بينا لنرى
ماذا قال القرآن عن الصراحة قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين), التوبة: 119, أي: كونوا مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين
أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خالية من الكسل والفتور، سالمة من
المقاصد السيئة مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة..
وقوله تعالى: ( ليجزي الله الصادقين
بصدقهم ), الأحزاب: 24 , أي: بسبب صدقهم في أقوالهم وأحوالهم، ومعاملتهم مع الله، واستواء
ظاهرهم وباطنهم. وقال الله تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا) ,المائدة: 119, أي: أن صدقهم في الدنيا ينفعهم يوم
القيامة، وأن العبد لا ينفعه يوم القيامة ولا ينجيه من عذابه إلاّ الصدق . وقال تعالى
وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) ,يونس: 2, أي: إيماناً صادقاً بأن لهم جزاء
موفور، وثواب مدخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة. وقال تعالى
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون), الزمر: 33.
- قال ابن القيم: فلا يكفي صدقك بل
لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين؛ فكثير من الناس يصدق، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو
حسد أو غير ذلك. و لنرى ماذا قال الإنجيل عن الصراحة كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ،
أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ" (سفر الأمثال 12: 22) حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ
شَفَتَيَّ الْكَذِبُ" (سفر الأمثال 8: 7)
ملحوظة: الغرض من تلك القصة: هو عدم
اللف والدوران على أي شخص مهما كان عمره
استعطاف لأي إنسان حاول أن لا تأخذ
على خاطرك من أي إنسان زاول ثقافة اللف والدوران عليك خصوصا لو كان ذلك الشخص بالغ
الكبر، فعليك أيها الإنسان أن تتذكر الآية التي تقول(وإما يبلغن عندك الكبر أحدهما
أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهر هما و قل لهما قولا كريما)
Comments
Post a Comment